ملتقى شباب وصبايا نابلس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شباب نابلس,منتديات ترفيهية,فلسطين,اغاني,صور,العاب,برامج,تحميل,منتديات,ترفيه,مطربين,جورج,كاظم,اليسا,اغاني,موسيقى,ترفيه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الغموض في قصيدة النثر

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
اسد فلسطين
عضو ماسي
عضو ماسي
اسد فلسطين


ذكر
عدد الرسائل : 625
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 05/03/2007

الغموض في قصيدة النثر Empty
مُساهمةموضوع: الغموض في قصيدة النثر   الغموض في قصيدة النثر Icon_minitimeالأحد مايو 27, 2007 5:12 am

الغموض في قصيدة النثر هل هو سمةٌ حداثيةٌ خالصةٌ ، أم إنَّهُ يمتدُّ إلى ماقبل الحداثة ِ والحداثين !؟!

وهل إعتلاءُ مطية ِ الغموض ِ هروبٌ من ملامسة ِ أرض ِ واقع ٍ صلب ٍ ، كما الهروبُ ، من وجع ِ اللحظة ِ إلى إرهاصات ِ الحلم ِ!!!؟

ثمَّ هل الشِّعر بالتالي رسمٌ كلاسيكيٌ فوقَ ورق ٍ أبيض ٍ ، أم إنَّ الشِّعرَ يبيحُ للراسمين ، أن يختاروا بينَ بياضَ الورق ِ أو زرقة ِ السَّماء ، وإتساع ِ مسامات ِ الخيال ِ أو ضيق ِ مسامات ِ الواقع ؟؟

وهل الشِّعرُ محاولةٌ لتدجين ِ الكلمات ، أم إنَّ الطيرانَ – أحياناً – هروبٌ من عبثية ِ اللقاء ِ بحصى الأرض ِ وشوك ِ الطرقات ، إلى إعتلاء ِ غيمة ٍ لا تخِزُ من يطأها بقتاد؟؟!

ولماذا يُكرهُ القاريءُ على السباحة ِ في بحور ٍ - وإن تكسرت بحورها – لا زالت تعجُّ بزبد ِ البحر ِ وقتامة ِ الاعماق ؟؟؟

ولكن ... لو أخذنا منَ البحر ِ بحرهُ ، فماذا سيبقى ، غير إنعكاس ِ صفحة ِ السَّماء ِ ، في عمق ِ اللجة ِ ، وإرتفاع ِ وجه ِ الأرض ِ في ضحالة ِ الشط ِ ؟؟!

ويقول د. غالي شكري في معرض ِ حديثه ِ عن الغموض :"أن طبيعة الرؤيا الحديثة هي المصدر الحقيقي لما يشكوه البعض من غموض الشعر الحديث، فليس التلاعب بالأوزان أو اللغة أو الصور هو "السرّ" الكامن وراء هذا الغموض، وإنما هي الرؤيا المأساوية القاتمة في جوهرها العميق"[1]

ولا بدَّ منَ الإشارة ِ هنا إلى كلمة "يشكوهُ" الواردة أعلاه ،على إعتبار ِ أنَّ الشعر الحديث ، قد يدخل في قائمة ِ المعاناة ِ وإستحضار ِ الوجع ِ مما قد يطرحُ السؤالَ الأبدي ، عن كينونة ِ ميلاد ِ الشعر ِ هل به ِ نبلغُ الغايةَ أم هوَ الغايةُ التي قد نعاني من أجل بلوغها !؟

ثمَّ علينا الأ نغفل قول ِ د. غالي شكري أنَّ الغموض بكليته ِ نتاجٌ "لرؤيا مأساوية" ،

وما دامَ قد إستعملَ كلمة رؤيا فهوَ بالتالي يقرُّ ، ولو ببعض إمتداد ٍ منَ الحلم ِ للواقع ِ إلا إذا كانَ يرى بالرؤيا فعلٌ يعادلُ النبوة ، فيرفعُ عن الحداثي ، جريرةَ ما رأت العين ، ليخصهُ بجريرة ِ ما رأى العقل !!

ولكن بعضهم يحيلُ ظاهرةَ الغموض ِ إلى أسباب ِ قد تخرجُ قليلاً عن منطلق الرؤيوية ِ الفردية ِ إلى ما هوَ أعمُ وأشملُ ، دونَ إغفال ِ هذا المنطلق ..

فهذا د. نعيم اليافي يعيدُ الغموض إلى ثلاثة أسباب، "وهي اعتماد الشاعر على ثقافته، وموقف الرؤية، وشخصية الفكر والتعبير الشعريين"[2]

وقد يذهبُ البعض مذهباً آخراً ، حيثُ يرتبطُ الغموضُ لديهم ب"التفكير الشعري عامة، لا بالتعبير الشعري، من جهة ومن جهة أخرى يربطه بطبيعة اللغة المجازية في الشعر. وهو مايعني أن الغموض من طبيعة الشعر عامة. ولايتميز الشعر الحديث من غيره في ذلك إلا في كونه قد أعطى الغموض أهمية لم تكن له من قبل"[3]

وأما إبراهيم رماني في حديثه ِ عن النص الغائب في الشِّعر العربي الحديث فإنَّهُ يربط الغموض "بمفهوم النص الغائب إذ "يجب على أي دارس يعالج الغموض في النص الشعري أن ينظر إلى قضية النص الغائب (الإحالة)... حتى يمكنه ضبط عملية القراءة الصحيحة لغوامض الدلالة"[4]

ونستطيعُ أن نُميز هنا بين عدة ِ مسارات ٍ أولها الرؤيوية الفردية ِ الإنفعاليه ،وثانيها الرؤيوية الفرديةُ العقلانيةُ - وكلتا الرؤيتان تتعلقان ِ بكاتب ِ النص- ، وثالثها خاصيةُ الشعر ، ورابعها تتعلقُ بقدرة الدارس على سبر ِ أغوار ِ النص ...،وخامسها وطيدةُ الصلة ِ بالنص حيثُ يتكشَّفُ عنصرُ الغموض ِ من خلال ِ تراجع ِ طغيان ِ عناصرَ أخرى كانت تُشكِّلُ بانورامية المشهد الشعري ..

وإن كنتُ لا أتفقُ تماماً مع تشعب ِ المسارات ِ ، إلا أنني أقرُ أنَّ إيقاعَ العصر كفيلٌ بإضفاء ِ "موسيقى" الغموض ، فلا يُمكن دراسةُ ظاهرة ٍ معينة ٍ بعزلها عن أرض ِ الواقع ِ ، كما لا يمكن إستجلابُ قصيدة ِ النثر إلى مختبر ِ اللغة ِ دونَ إحالتها ، إلى حيثُ تشتمُّ حروفها "عصرنة" اللغة ِ.. ولعلَّ هذه ِ النقطةُ قد أغفلها(أو تغافلها)البعض ، في معرض دراستهم لقصيدة النثر ...

ولكن إبراهيم رماني يشيرُ إلى إلى بعض ٍ من ذلكَ بإشارته ِ إلى الخلفية ِ المعرفية ِ لدى الجمهور حيثُ يقول : "نظراً لغياب الاهتمام النقدي بالنص الغائب، ومعالجة مشكلاته وضحالة الخلفية المعرفية للجمهور العربي، يصبح الغموض الدلالي إشكالاً حقيقياً"[5]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اسد فلسطين
عضو ماسي
عضو ماسي
اسد فلسطين


ذكر
عدد الرسائل : 625
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 05/03/2007

الغموض في قصيدة النثر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغموض في قصيدة النثر   الغموض في قصيدة النثر Icon_minitimeالأحد مايو 27, 2007 5:13 am

أما د. سعد الدين كليب فيرى :" أن الطبيعة المعقدة المركبة للوعي الحداثي هي المصدر الأول لظاهرة الغموض في النص الشعري الحداثي الذي لم يكن إلا تعبيراً فنياً عن تلك الطبيعة. غير أن ذلك لايعني بالضرورة أن كل غموض نلحظه في هذا النص أو ذاك، مصدره طبيعة ذلك الوعي،فقد لايصدر النص عن وعي جمالي أصلاً بل عن وعي فكري ـ فلسفي بحت، وهو مايؤدي إلى الانحراف عن الوعي الجمالي عامة، ومن ثَمَّ عن الفن. وقد يصدر أيضاً عن لعب مجاني باللغة، مما يعني انعدام الإحالة على ذلك الوعي، فيغدو مصدر الغموض هو اللعب اللغوي المجاني. وكأننا نقول بذلك إن ثمة غموضاً لا جمالياً، في بعض نصوص الحداثة الشعرية"[6]

ويبدو إنَّ قصيدة ِ النثر ِ لم يقتصر مدها الصحراوي ضمنَ جغرافية سوريا ولبنان ومصروالأردن، إلا أنها وجدت من لا يستسيغها أبعَ من ذلك في المغرب ِ أو الخليج فه هو الكاتب شُبر بن شرف الموسوي[7] من عُمان يقول فيها :"إن هذا النوع من الكتابة تؤدي بنا إلى الوقوع في الغموض المفتعل ، والتجربة المشتتة المفككة التي يضل فيها القارئ ويتيه باحثا في هذا النص العابث عن هوية المعنى المفقود .وتعتمد قصيدة النثر على الغموض بشكل واضح ، وتوجه شعرائها إلى السياق غير الواضح ، فتصل اللغة والرمز إلى مرحلة عالية من الغموض ليس فقط في بينة القصيدة من حيث التركيب اللغوي والدلالة المعنوية فحسب ، وإنما نجده في طريقة الكتابة التي تعتمد على بعض الأشكال الهندسية لتضعها ضمن إطار القصيدة ، أو تجزئة الكلمات إلى حروف ، وربما تطول القصيدة دون وجود أي داع ، وتكون القصيدة عبارة عن أجزاء متناثرة يصعب تصور وحدة عضوية أو حتى موضوعية لها"[8]

وهنا قد أشارَ الكاتب إلى غموض ٍ من نوع ٍِ آخر ٍ يعتري جسدَ القصيدة ِ ، الأ وهو الغموض الَّذي يوظفُ الرؤيةَ والشكلَ الخارجي للقصيدة ِ لإضفاء ِ نفحة ٍ من الغموض ِ والسريالية ِ ، ثمَّ يشير إلى النَّص ِ مسمياً إياهُ ب"العابث ِ" وقد لا ينكرُ البعُ ، إن الفنَّ لا يسمو إلا لو عَبَث !!

وأما الدكتور نجيب العوفي فيقول : "وأوثر هنا استعمال كلمة تغامض لأميزها عن مصطلح الغموض المتداول ، ولأحدد بها ظاهرة فاقعة وشائعة تدمغ النص الشعري الراهن وتشوب صفوه ، أن الغموض في أحسن حالاته آية على حسن المعنى أو على فائض المعنى والتغامض في حسن حالاته آية على فوضى المعنى ، وفي أسوء حالاته آية على اللامعنى ؛ وهذا ما نلقاه في نماذج غير قليلة من شعرنا الراهن . وكما يتهافت المصطلح الشعري في هذه النماذج نتيجة للتلبك اللغوي ، يتهافت المصطلح الدلالي أيضا نتيجة للتلبك الفكري واقتسار التجربة والجنوح القصدي إلى الإغرابية ، وهذا ما يؤزم التواصل بين الشاعر والجمهور " [9] .

وهنا يبدو إنَّ الغموضَ في أسوأ حالاته ِ لا يليقُ بالقصيدة النثرية ولو كانت في أحسن ِ حالاتها، فيلجأ الكاتب إلى مصطلح ٍ جديد ٍ ألا وهو التغامض ، لعلهُ يقصدُ به ِ حالةً من التطبع ِ والتظاهر ِ مما يفقدُ القصيدةَ حتى بكارةََ خلقها ..مؤكداً ذلك بقوله ِ " الجنوح القصدي إلى الإغرابية ِ..

ولكن محمد الهادي الطرابلسي يشير إلى أنَّ الشعر بأساسه ِ قائمٌ على الغموض [10]

ويقول الطرابلسي لآحقاً عن إنَّ الغموض من مقومات الشعر ، وليثبت لنا ذلك يسوق إلينا ما قيلَ عن الشعر مثل : "الشعرُ هو الكلامُ المخيلُ " ، الشعرُ شرٌّ كلَّهُ "، "أحسنُ الشّعر ِ أكذبه"، " الشعرُ لمحٌ تكفي إشارتهُ "ثمَّ يطرحُ في ضمن ِ ما يطرحهُ منَ الأسئلة ِ سؤالً غايةً في الأهمية ِ ألا وهوَ : " إذا كانَ الغموض مقوم الشعر الأكبر ، فكيفَ تكون نسبة الواضح منَ الشِّعر أكبر بكثير من نسبة ِ الغامض ِ عندَ الأمم ِ ؟؟ ثمَّ يعود ليطرح تساؤلاً آخراً :" والذي نرى هوَ أنَّ هذا التطور كانَ في إتجاه ِ الغموض ِ أكثر فأكثر : إذ كانَ الوضوحُ غالباً على القصيدة ِ ، لكن شبحهُ أخذَ يتقلَّصُ معَ الموشَّح ِ ، حتَّى كادَ أثرهُ ينعدم في نصوص ِ الشِّعر ِ الحرِّ ، فما علاماتُ ذلك ؟"[11]

وأما الدكتور عبد القادر القط ، فيقول : "ترتد التجربة عند شعراء الحداثة - وبخاصة الشباب منهم - عن الواقع الخارجي لترصد وجود الشاعر الداخلي في اللا شعور وما يختزنه العقل الباطن من تجارب وذكريات أو ما يشكله للتجارب الخارجية من إشارات ورموز ، أما الصورة فتقوم على استخدام جديد للغة وبناء العبارة ورسم الصورة . وحين تقوم الصورة على رموز العقل الباطن أو الشعور الداخلي المحض فإن قدرتها على الوصول إلى الآخرين تصبح رهينة الاشتراك في دلالة تلك الرموز بين المبدع والمتلقي . ولا شك أن بعض رموز اللا شعور رموز مشتركة ، وكثير منها خاص يتصل بتجارب وذكريات فردية ترتبط بالنشأة والوجود الاجتماعي ، وهكذا تتسم التجربة وما تجلبه من صور بكثير من الغموض الذي يشف أحيانا عما وراءه من دلالة ، وينغلق في كثير من الأحيان كالطلسم مهما يحسن الظن به ويبذل من مجهود في إدراكه وتذوقه"[12]

وهنا محاولةٌ وإن لم تكن رائدة لإلقاء ِ بعض ِ الضوء ِ على ما إستغلقَ على الأفهام ِ من خلال ِ غياهب ِ النفس ِ البشرية ِ ، وإن لم تكن إجابةً لما طرحهُ سابقاً عبد الهادي الطرابلسي من أسئلة ٍ قد لا تجد إجاباتها ..

وأقول إن الإنسان حتى في الخطوط ِ الأولى التي خطَّها فوق جدران ِ الكهوف ِ ، وبقيت أو إنمحت كانَ يصبُّ فيها جامَ شوقه ِ حبه ِ أو كرهه ِ ، ويلبسُ الشكلَ رمز ، ويحيلُ الرمزَ شكل ، وإن لم يع ِ ألأقدمونَ عن العقل ِ الباطن ِ ويعيه ِ المحدثون ، فذلك لا يلغي ما سبق ، ولا يضيفُ شيئاً لما لحق ، غيرَ أننا ندركُ سببَ الجموح ونسميه ، وهم ألصقوهُ بشيطان ٍ هوَ شيطانُ الشِّعر !!

ويحاول محمد الهادي الطرابلسي في دراسته ِ حولَ غموض الشِّعر أن يُبيِّن إنَّ للغموض ِ مظاهراً مختلفةً بإختلاف ِ مقاصد ِ الشُّعراء ِ في أشعارهم ..[13]

ويجعلها أربعةً ، فيقول :

1. أول هذه ِ المظاهر محاولةُ التعمية ِ والتضليل بقصد إدعاء ِ الشعرية ِ ، حيث بذلك يفتقدُ الشِّعرُ قيمتهُ الجماليةَ ليتدثَّرَ بلبوس ِ الأحاجي والألغاز .

2. محاولةُ إسباغ ِ صفة ِ الإبهام ِ حينَ لا يوفقُ الشاعرُ بينَ ما يريدُ هو وما يريدُ الشعرُ منه فيغمضُ المعنى حتى على الشَّاعر ِ نفسه ِ .

3. " الغموض المتولد عن القصور " وهو مظهرٌ يواليه ِ المتطفلونَ على الشِّعر ِ .

4. هو المظهرُ الناتجُ عن "الحدَّة ِ الشعرية ِ "، ونتيجةٌ حتميةٌ لكثافة ِ الشعرية ِ تتعددُ القراءاتُ ..[14]

وكما نلاحظ فإنَّ الوجه السلبي للغموض ِ يبدو أكثرَ شيوعاً ، والوجه الإيجابي أكثرُ إنحساراً ، وذلكً ما يؤدي بالبعض ِ إلى عدم ِ إستساغة ِ هذا الملمح ِ الشعري ، ومحاولةَ إستبعاده ِ عن أفق ِ الحلم الشعري ..

وها هو بشر بن شرف الموسوي يتحدَّثُ عن مفتعلي الغموض والتعمية بقوله ِ :" ويلجأ الشاعر نتيجة إمعانه في التعقيد في تركيب القصيدة وفي دلالتها اللغوية والصوتيه ، إلى استخدام طريقة الكتابة بين قوسين ليشير إلى بعض المقاطع النثرية داخل القصيدة ، أو إلى وجود أكثر من مستوى تشكيلي في بناء القصيدة" [15].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اسد فلسطين
عضو ماسي
عضو ماسي
اسد فلسطين


ذكر
عدد الرسائل : 625
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 05/03/2007

الغموض في قصيدة النثر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغموض في قصيدة النثر   الغموض في قصيدة النثر Icon_minitimeالأحد مايو 27, 2007 5:13 am

وأما ماهر حسن فهمي فيؤكد ما ذهبَ إليه ِ محمد الهادي الطرابلسي في المظهر الثالث من مظاهر ِ الغموض ِ حيثُ يقولُ : " أدرك الشعراء الشباب دور الغموض وقيمته الفنية في تقييم القصيدة الحديثة ، وطمعا منهم في بناء قصيدة غامضة تكلف البعض ، وخان البعض قصور لغوي لعدم تمكنه من أساليب اللغة أو لقلة التجارب ، وطمع آخرون في تحقيق كسب سريع ، فكتبوا الشعر قبل أن تنضج لديهم التجارب الشعورية وتنضج الأفكار . ومن الطبيعي أن تأتي القصائد في مثل هذه الأحوال مغلقة ، وبدلا من أن يكون الغموض سببا في نجاح القصيدة وثرائها ،

يصبح عاملا من عوامل التعقيد ، وتأتي قصائد الشعراء معتمة مستعصية على الإدراك "[16] .

ولكني أعتقد أنَّ الغلوَّ في كلتا حالتيه ِ سيءٌ ، وأسوا حتى منَ الغموض ِ في حدِّ ذاته ِ ، فشرطُ الإبداع ِ ،أن لا قانون ، وتعقيدُ القصيدة ِ أحياناً يُضفي عليها تراكيبيةً ، تخرجها من التسطيح ِ لتلبسها عمقَ الأبعاد ِ وبذلك لا تفقد القصيدةَ إنتماءها لصانعا ، إنسانٌ تكتنفهُ نارٌ ويشدهُ نور ، عالقٌ أبداً مابينَ رغبته ِ في الطيران ، ورغبتك أن تغلهُ بأغلال ٍ من تراب ، وقد لا يتوجَّبُ على الشاعر ِ أن يكونَ باحث ، ولكن حبذا لو كانَ الباحثُ شاعر ، لذا لا يمكنُ التنظير من سدة ٍ أخرى ، لتشعرَ بالنار ِ عليكَ أن تتلمَّسها ..

وها هوَ شبر بن شرف الموسوي يعود ليؤكد إنَّ " نتيجة لهذا التغامض نلاحظ أحيانا عدم وجود الوحدة الموضوعية في بعض مقطوعات النثر ، فإن كل سطر من تلك المقطوعات يكاد يمثل بعدا دلاليا ومعنويا مختلفا عن السطر السابق واللاحق له، ولهذا يصف أحد دارسي شعر الحداثة ، وهو سامي مهدي في كتابه " أفق الحداثة وحداثة النمط " قصيدة النثر بأنها " بلا شكل ، وبلا إطار ، وبلا وحدة عضوية ، وبلا إيقاع حقيقي ، وبلا مضمون صلد " [17] .

وقد نلحظُ عندَ بعض ِ الدارسين وصفاً شبيهاً فبينما يصفها سامي مهدي بال"الصلد ِ" يصفها يصفها د. حسن بن فهد الهويمل ب"التخشب " فنقف مشدوهينَ ، لأنَّ إحتمالُ تصلدها أو تخشبها لم يقص ِ عنها رام ٍ رمى ، أو أعادها فلنقل ، إلى رشدها .

وبعضُ الإنصاف ِ لقصيدة ِ النثر – وإن لم يخلُ منً الحدة – يطالعنا به ِ د. سعد الدين كليب حيثُ يقول :"إن الغموض الذي يتصف بشرعية جمالية هو ذلك الصادر من الطبيعة المعقدة والمركبة في الوعي الحداثي، وليس من الطرح الذهني أو التخييل السائب. وقد لانبالغ إذا ماذهبنا إلى أن نصيب الغموض اللاجمالي في شعر الحداثة لايقلّ عن نصيب الغموض الجمالي فيه. ولاغرابة في ذلك، إذ إن الحداثة، شأنها شأن أية حركة شعرية أخرى، تنطوي على تفاوت ـ قد يكون حاداً ـ على صعيد المستوى الفني، للشعراء من جهة، وللنصوص من جهة أخرى"[18]

وأقولُ قد أنصفَ لأنَّهُ ميَّزَ بينَ الغموض الجمالي والغموض ِ اللا جمالي ، ولم يضعهم بسلة ٍ واحدة ٍ كما فعلَ البعض الآخر ، ولم ينكر التفاوتَ بالمستوى الفني ، والتفاوتُ هو طبيعةُ الأشياء ، وحذفه من قاموس ِ اللغة ِ إغتيالٌ للأسماء وليسً إنتقاصاً من حقِّ المسميات .





ثمَّ يميز د. سعد الدين كليب بينَ المنظور الحداثي والمنظور التقليدي في التلقي فيقول :"إن للحداثة نسقاً جمالياً محدداً يقتضي بالضرورة نسقاً محدداً في التلقي الفني. وأي تعامل مع شعر الحداثة، من منظور التلقي التقليدي، لن يؤدي، بأية حال، إلا إلى استغلاق النص واتهام الحداثة، من ثم، بشتى الإتهامات. لعلّ أقلّها نفي مفهوم الشعرية POETICS عنها.

إن حداثة النص تتطلب حداثة في التلقي، تماماً مثلما أن حداثة الوعي تتطلب حداثة النص. ومن هنا، فإن لدور المتلقي أهمية كبرى في تحديد درجة الغموض في هذا النص الحداثي أو ذاك. فقد يبدو نصٌّ ماغامضاً. بل مبهماً، بالنسبة إلى متلق ذي وعي تقليدي، وقد يبدو غموضه شفافاً بالنسبة إلى متلق ذي وعي حداثي"[19].

وبذلك فإن إستغلاق المعاني يخرجُ من كونه ِ جريرةً تحملها قصيدةُ النثر ِ أو الحداثة ِ على عاتقها ، لتصبحَ جريرةً تلامسُ رؤيا المتلقي ، لأنَّ ما سمَّاهُ البعضُ "طلاسماً" ، يُصبحُ بيِّناً للبعض ِ الآخر ِ ، ولكن ، ماذا عن النصوص أو القصائد التي لا يملك تبيانَ معالمها حتى أصحابَ الرؤية ِ الحداثية ِ ، هل هنا تندرجُ فعلاً الظواهر والمسارات التي أشارَ اليها محمد الهادي الطرابلسي من قصور ٍ يتقنَّعُ بلغة ِ الغموض!!؟

وهل تختلفُ درجاتُ الغموض في ذوات المتلقي كما يقول د. سعد الدين كليب ، أم تختلفُ درجاتُ الغموض ِ في ذات ِ النَّص ِ؟!!

وعن ذلك يقول :" إن انعكاس الغموض في ذوات المتلقين هو الذي تختلف درجاته بحسب وعي المتلقي وطبيعته. وبهذا المعنى، فإننا نرى أن الغموض صفة موضوعية من صفات الحداثة الشعرية، بسبب تعبيرها عن وعي جمالي معقد مركب، ولكن درجات الغموض ترتبط بذاتية المتلقي. فالغموض في النص الحداثي، إذاً، موضوعي ، أما درجاته فذاتية.

وتنبغي الإشارة، في هذا المجال، إلى أن ربط الغموض بمفهوم النص الغائب خاصة، فيه الكثير من مجانية الصواب. إذ إن عدم معرفة النص الغائب لايؤدي إلى غموض النص بالنسبة إلى المتلقي. بل يؤدي إلى عدم استيعابه استيعاباً نقدياً متكاملاً"[20
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق العيون السود
عضو ماسي
عضو ماسي
عاشق العيون السود


عدد الرسائل : 940
تاريخ التسجيل : 15/03/2007

الغموض في قصيدة النثر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغموض في قصيدة النثر   الغموض في قصيدة النثر Icon_minitimeالأحد مايو 27, 2007 12:00 pm

مشكور اخي اسد فلسطين
ع الموضوع
تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اسد فلسطين
عضو ماسي
عضو ماسي
اسد فلسطين


ذكر
عدد الرسائل : 625
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 05/03/2007

الغموض في قصيدة النثر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغموض في قصيدة النثر   الغموض في قصيدة النثر Icon_minitimeالأحد مايو 27, 2007 12:45 pm

مشكور اخي

عاشق العيون السود ..

ع مرورك الحلو ...

تحيتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق القدس
عضو ماسي
عضو ماسي
عاشق القدس


ذكر
عدد الرسائل : 1014
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 09/03/2007

الغموض في قصيدة النثر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغموض في قصيدة النثر   الغموض في قصيدة النثر Icon_minitimeالثلاثاء مايو 29, 2007 2:39 am

مشكور اسد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.nablus-news.com/
عاشق العيون السود
عضو ماسي
عضو ماسي
عاشق العيون السود


عدد الرسائل : 940
تاريخ التسجيل : 15/03/2007

الغموض في قصيدة النثر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغموض في قصيدة النثر   الغموض في قصيدة النثر Icon_minitimeالثلاثاء مايو 29, 2007 5:45 am

والى الامام
تحياتي للجميع
عاشق العيون السود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق القدس
عضو ماسي
عضو ماسي
عاشق القدس


ذكر
عدد الرسائل : 1014
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 09/03/2007

الغموض في قصيدة النثر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغموض في قصيدة النثر   الغموض في قصيدة النثر Icon_minitimeالسبت يونيو 02, 2007 2:05 am

مشكورين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.nablus-news.com/
 
الغموض في قصيدة النثر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى شباب وصبايا نابلس :: الـقــســـم الـــعــامـ :: المنتدى الـــعـــامــــ-
انتقل الى: